back to jesus

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

back to jesus

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

back to jesus

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
back to jesus

ارجع مرة تانى للربنا


    تعالوا نتعلم كيف تتخلص من الخطية ؟

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 163
    نقاط : 473
    تاريخ التسجيل : 19/02/2011
    العمر : 39

    تعالوا نتعلم كيف تتخلص من الخطية ؟  Empty تعالوا نتعلم كيف تتخلص من الخطية ؟

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين فبراير 21, 2011 10:40 am

    كيف تتخلص من الخطية ؟


    قد يبدو لمن أسرتهم لذة الخطية، وقيدتهم أغلال الإثم، أنَّ التخلّص من سلطان وعبودية الخطية أمر مستحيل.. لكنَّ الحقيقة إنَّ علاج مرض الخطية أمر سهل وبسيط، إذا وضعت خطاياك أمام الله معتمداً لا علي قوتك البشرية فقط، بل وعلي نعمته الإلهية أيضاً.

    فالله قادر أن يُخلّصك ويحرّرك من هذه العبودية القاسية، لأنَّه سبق أن خلّص كثيرين من قبلك، بشرط أن تلتجيء إليه لأنّه قد قال: " لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً " ( يو5:15)، وفي نفس الوقت يكون لديك دافع أن تتخلّص من خطاياك.. ولهذا قال القديس أغسطينوس: إنَّ الله الذي خلقك بدونك لا يُخلّصك بدونك، فانت كائن حر تختار الطريق الذي تسير فيه بكامل حريتك وبملء إرادتك، ولهذا قال باسكال الفيلسوف الفرنسيّ، لقد خلقك الله من الألف لتصل أنت إلى الياء بإرادتك.

    أمَّا أنت فإذا تركت الخطية فلا تتأسّف عليها، ولا تحاول الرجوع إليها مرّة ثانية، يكفي ما ذقته من عذاب، وتذكّر امرأة لوط عندما خرجت من المدينة ونظرت وراءها، ماذا حدث لها؟ صارت عمود ملح، وعبرة للذين ينظرون لشهوات الماضي، ولهذا أوصي السيد المسيح المُخلع بعد أن شفاه قائلاً: " هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فلاَ تُخْطِئْ أَيْضاًلِئَلَّا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ " ( يو14:5).


    وفي هذا الفصل ذكرنا إحدي عشرة وسيلة، للتخلّص من الخطية والتحرر من قيودها.. وأول هذه الوسائل هي:


    حاسب نفسك

    " فرجع إلى نفسه وقال.. "

    (لو15:17)


    إن أردت أن تتخلّص من خطاياك، فيجب أولاً أن تجلس مع نفسك وتحاسبها، لكي تدرك حالتك وتعرف أخطاءك، وفي أثناء محاسبتك لنفسك، حاول أن تستعرض حالات تعبك وأسباب قلقك، والأسباب التي أفقدتك سلامك، واسأل نفسك ما الذي ربحته من حياة الخطية التي أفنيت فيها حياتك وصحتك وشبابك؟

    وحاول أيضاً أن تستعرض ضعفاتك وسلبياتك وخطاياك أمام الله، واعزم علي ترك الخطية، بكل رضا واقتناع، وتأكد أن الله سيباركك ويقويك..

    ويجب أن تعلم أنَّ الشيطان إذا رأي عزمك وإصرارك، علي حوارك الذاتي سوف يقاومك بكل قوته، خوفاً من أن تكون هذه الجلسة سبباً في انفصالك عنه، لأنَّه بلا شك يعرف أنك إذا جلست مع نفسك، ستدرك سوء حالتك وما قد وصلت إليه من ضعف وقلق وعذاب ضمير.. وبالتالي ستفكر في التوبة والرجوع إلى الله مرّة ثانية، وبهذا ستفلت منه.

    فالابن الضال عندما جلس مع نفسه وفكّر في حالته وما قد وصل إليه من إنحطاط، شعر بأمور عظيمة فأدرك حقيقة فقره وغني أبيه، ولهذا قال: " فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! " ( لو 17:15).

    كذلك شعر بجرم خطيته التي إرتكبها، عندما غادر بيت أبيه، وهذا دفعه أن يقول: " أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ ( لو15: 19،18).

    ويقيناً لو لم يجلس الابن الضال مع نفسه، ما كان قد وصل إلي حياة التوبة والإنسحاق، ولا كان قد رجع إلي أبيه، ولا كان قد خرج من قبضة الشيطان والبعد عن الأصدقاء السوء.. إلي حيث لبس الحُلة الجديدة والخاتم..

    كل الذين تابوا بدأت توبتهم بجلسة مع النفس، أدركوا فيها فقرهم الروحي، وغني أبوهم السماوي الذي تركوه، فاجلس مع نفسك أيها الحبيب، وأعلم أن من يجلس مع نفسه ويصالحها أفضل ممن يصالح شعوباً، وكل من اصطلح مع نفسه اصطلحت معه السماء والأرض وتذكّر ما قاله أحد الآباء:

    " إذا ما افرزت نفسك للتوبة، فكل يوم لا تجلس فيه ساعة بينك وبين نفسك، متفكراً بأيّ شيء أخطأت وبأيّ أمر سقطت لتقوم ذاتك فيه فلا تحسبه من عدد أيام حياتك ".

    هذا وقد وضع لنا مار إسحق السريانيّ ، محاسبة النفس كقانون دائم لاستمرار الحياة الروحية، فيقول:" إذا هبط علينا روح الإهمال وبردت حرارتنا، نجلس بيننا وبين أنفسنا ونجمع أفكارنا، ونُميّز بدقة ما هو سبب الإهمال ومن أين بدأ؟ وما هو الذي يبطلك من الصلاة والعبادة؟ فإن كان الأمر يستحق التقويم قوّمه، وإذا كان يستحق القطع إقطعه، وإن لم تكن كفؤاً لذلك ولا يوجد مرشد لتستشيره من جهة أُمورك، فارجع إلي أول الطريقة التي بدأت بها وابدأ سيرتك كمبتديء، وأنت في وقت يسير ستمتليء حرارة وترتفع إلي الدرجة التي سقطت منها ".


    فكر في نتائج الخطية


    " لأن أجرة الخطية هى موت "

    (رو23؛6)


    لو كان آدم يعلم أنَّ الأكل من الشجرة، سيطرده من الجنّة.. ما كان قد أكل منها..

    وقايين لو كان يعرف أنَّ بسبب قتله هابيل أخيه ستُلعن الأرض، ويكون تائهاً وهارباً منها، ما كان قتله..

    ولو كان أبناء الله يعلمون أنَّ نظرهم إلي بنات الناس يقودهم إلي الشر الذي جعل الله يهلك العالم القديم بالطوفان، ما سمحوا لعيونهم أن تنظر إليهن، حتي لا يهلك العالم بسببهم..

    ولوط لو كان يعلم أنَّ شربه الخمر، يجعل ابنتيه يتدنّسا معه ما شرب نقطة واحدة..

    ولو كان جيحزي يعرف أنّ محبته للمال التي قادته إلي الكذب علي سيده إليشع، ستجعل برص نعمان يلصق به وبنسله، ما ذهب وراء نعمان ليأخذ منه شيئاً..

    وكل شاب، لو علم أنَّ النظرة الشهوانية، تقوده إلي السقوط الفعليّ في الخطية، لسار مغمض العينين، وهكذا السكير لو كان يعلم مدي ضرر المسكر علي الجسم والعقل والمال.. لكان يقذف بكل كأس يُقدم إليه علي الأرض ويُحطّمه..

    وكذلك الكذاب والشتّام والنمّام ومن يحلف... لو كانوا يعلمون جميعاً أنَّ خطاياهم هذه، ستؤدي بهم إلي قاع الجحيم وتفصلهم عن الله، والقديسين، لكان الجميع يطرحون خطاياهم، ويعيشون في البر والقداسة والتقوي..

    إسأل نفسك بعد كل خطية تسقط فيها: ماذا ربحت وماذا خسرت من خطيتي هذه؟ ستجد الإجابة واضحة: إنّك لم تربح شيئاً، لأنّك إن كنت ستربح لذة وقتية ستخسر الله، الذي لذته تفوق كل لذة أرضية وشهوة جسدية..

    يجب أن تعرف أنَّ الخطية لا تُعطي شيئاً، بل هى تأخز كل ما عندنا، وطريق الخطية إن كان يبدو مُزيناً، مليء بالأفراح واللذات الجسدية إلاَّ أنَّ نهايته بحيرة مليئة بالنار والكبريت، وكل من واصل السير فيه كان الموت نهايته، وربَّما يؤكّد كلامي هذا ما رواه أحد الأغنياء عن نفسه قائلاً:

    " أنا رجل أعمال، من الخارج اعتبر في نظر الناس ناجحاً، ولكن في الداخل قليلون هم الذين يدركون سر تعبي، فقد كنت مشهوراً بعلاقاتي الجنسية والتي امتلكت حياتي، ولم أقدر أن أعيش بدونها ولو ليوم واحد، لقد وضعت كنزي في النساء حتي إن قلبي كان معهن دائماً، وهذا ليس بغريب فالانجيل يقول: " لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً " ( مت21:6)، لكن ماذا ربحت من حياة النجاسة التي عشقتها؟ من جهة أُسرتي لم أكن أشعر بسلام وسعادة وأنا معهم علي الإطلاق، فكنت دائم الخصام والشجار مع زوجتي التي قاست بسببي حتي إنَّها حاولت أن تنتحر مرتين، أمَّا عملي فكاد أن ينهار، فقد خسرت مرَّة ملايين الدولارات حتي كنت أبكي، وشعرت بأنني مثل اليتيم وليس لي أصدقاء ولا أقارب، وكنت أزداد يأساًَ يوماً بعد يوم، ولولا أن تدخل الله في حياتي لهلكت..".


    إهرب من الأشياء الي تسقطك في الخطية


    " فترك ثوبه في يدها وهرب "
    (تك12:39)


    قال الملاك للوط: " اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ، لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ، اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ " ( تك17:19).

    ومعلمنا بولس ينصح تلميذه تيموثاوس قائلاً: " أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا " (2تي22:2)، ويُعلل ذلك بأنَّ: " الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ " (1كو33:15).

    أمَّا داود النبي فيقول: " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ " ( مز 1:1).

    والقديس أندراوس الدمشقيّ كان يُناجي نفسه قائلاً: يا نفسي إهربي مثل لوط من حريق الخطية، فرّي من سدوم وعمورة، إهربي من لهيب كل شهوة بهيمية ".

    فحاول أن تهرب من الأشياء التي تُسقطك في الخطية، ولا تظن أن هذا ضعف، فالهروب من الخطية فضيلة وقوة.. لأنّه يدل علي أنَّ القلب من الداخل يكره الخطية، ولا يرغب التمرغ في وحلها.. كما أنَّه لا يريد معاشرة الخطاة وصحبتهم، وتذكر أنَّ هروب يوسف الصديق من امرأة فوطيفار، كان هو السبب في عدم سقوطه، ولولا هروبه لكان قد سقط وتدنّس وأغضب الله.

    وهنا نتسائل: أيهما كان أقوي: شمشون الذي غلب الأسد وهُزم من شهواته، أم يوسف الذي غلبه إخوته لكنّه غلب شهواته ولذاته؟.. حقاً: لقد كان شمشون القوي ضعيفاً أمام شهواته.. بينما كان يوسف الضعيف قوياً لأنّه انتصر وغلب شهواته.. ولهذا فيوسف يُعد أقوي من شمشون، وقد انطبق عليه قول معلمنا بولس: " لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ " (2كو10:12).

    يقول القديس أُمبروسيوس

    " إنَّ شمشون القادر الشجاع غلب الأسد، لكنه لم يستطع أن يغلب هواه، وقطع وثق أعدائه لكنه عجز عن قطع شهوته، وأحرق أكداس الظالمين ولكن أحرقه لهب اللذة المحظورة التي أوقدتها فيه امرأة واحدة ".

    قد تكون مسببات الخطية نابعة من داخلك، وكما يقول معلمنا لوقا البشير: " اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ " ( لو 45:6).

    أو من حواسك التي تجمع مناظر وأحاديث تتعبك وتتسبب في سقوطك.. أو من أفكارك.. ولهذا يجب علي الإنسان أن يضبط نفسه ويتحكم في حواسه، كما قال القديس بولس الرسول: " َمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ " (2كو5:10).

    وقد تكون المسببات من الشيطان الذي يستطيع أن " يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! " (2كو14:11)، وكثيراً ما يقدم أفكاراً خاطئة ليسقط البشر، كما قدّم للسيد المسيح في التجربة علي الجبل ثلاثة أفكار (مت4 )، أو يظهر في رؤية أو حلم، ولهذا يقول يوحنا الحبيب: " لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ " (1يو1:4).

    وفي مواقف كثيرة تكون مسببات الخطية، من الأقرباء والأحباء.. فآدم آتته العثرة من حواء امرأته.. ويعقوب من أمه التي دبّرت له الحيلة.. وشمشون من دليلة التي أحبها.. وآخاب من إيزابل زوجته..

    وما أكثر الأطفال في البيوت، الذين تأتيهم العثرة من والديهم، سواء عن طريق الشتائم أو الألفاظ القبيحة التي يسمعونها.. أو من مناظر اعتداءات الرجل علي زوجته التي يرونها..

    فالأفضل أن تبعد عن كل الأشياء، التي تتسبب في سقوطك في الخطية حتي لا تؤثر عليك، واهرب من كل الذين يجذبونك إلي أسفل، ويفقدونك روحياتك.. ولا تُدخل نفسك في تجربة قد لا تستطيع أن تخرج منها..

    ولا تظن أنك أقوي من شمشون الذي سقط، أو داود الملك، أو غيرهما.. فالخطية هي التي " طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" ( أم 26:7).

    وتذكّر ما قاله مار إسحق السريانيّ: " تحكّم قبالة مسببات الآلام فتهدأ منك الآلام من ذاتها "، كما قال أيضاً: " لا يتحرر الإنسان من لذة الخطية ما لم يمقط سببها من كل قلبه مقطاً نهائياً ".

    والقديس دوروثيئوس يقول: " يجب علي الإنسان أن يقتلع، لا الشهوات فحسب بل وأسبابها، ويسمّد حاله بسماد التوبة، عندئذ يلقي البذار الحسنة، أي الأعمال الصالحة ".

    أمَّا القديس باسيليوس فيقول: " إذا إدَّعي رجل أنَّ معاشرة النساء لا تضره، فهو إمَّا أن يكون ليس برجل، وإمَّا أنَّه لا يشعر بتأثير المُغريات ".

    فهل وصلت للدرجة التي لا تتأثر فيها بالنسـاء ؟!

    أعتقد أنها درجة القديسين الكـاملين ، فالأفضل لك

    هو البعد عن كل المسببات التي تُسقطك في الخطية.


    إطرح الخطية من بدء محاربتها لك


    " لنطرح عنا كل ثـقل والخطـية المحيطة بنا،

    ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا"
    ( عب 1:12)


    من السهل أن نطرح الخطية ونتخلص منها وهي لازالت صغيرة، فالأشياء في بدء نشأتها يمكن التغلب عليها بسهولة أكثر مما لو كبرت.

    فمثلاً: الشجرة في أول حياتها تكون لينة، ولذلك يمكن أن تقوّم إعوجاجها أو تقلعها بسهولة، ولكن بعد فترة من الزمن إذا كبُرت لا يمكن بسهولة تحقيق ذلك، أيضاً الشبل الصغير ما أسهل أن تقتله، ولكن لا تستطيع ذلك إذا كبُر وصار أسداً.

    وقد تغرق السفينة من ثقب صغير في أسفلها، كما تغرق من موجة كبيرة تصدمها، أو عاصفة تصادفها، وقد يمكن تفادي الرياح والزوابع، ولكن ثقباً صغيراً لا تلتفت إليه قد يعظم ضرره ولا يمكن إتّقاء شره.

    قال البعض

    " إحترس من الصغائر التي تظهر أنَّها أُمور هينة، لأنَّ الصغائر تُوّلّد الكبائر، ومعظم النار من مستصغر الشرر ".

    لو تركت خطية واحدة ترعي في قلبك لأفسدته ودنسته، والذين استسلموا لخطية واحدة ولم يقاوموها في البداية، قادتهم تلك الخطية إلي الهلاك الأبدي، وفي هذا يقول معلمنا القديس يعقوب الرسول: " مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماًفِي الْكُلِّ " ( يع10:2).

    يقول القديس دوروثيئوس

    " إقطع الآلام دائماً وهي لا تزال صغيرة، قبل أن تتأصل فيك، وتقوي وتبدأ في إضعافك، لأنّك عندئذ تُقاسي منها الكثير، فإنّه يوجد فرق كبير بين جني ورقة عشب صغيرة، واقتلاع شجرة ضخمة من جزرها ".

    فاحذر واحترس وبادر إلي اقتلاع الخطية وهي لا تزال عشب، ولا تتهاون في أية زلة مهما كانت صغيرة، وإلاَّ ستجد منها أخيراً سيداً قاسياً عنيداً، تضطر أن تسير أمامه كعبد مقيد زليل.

    وإن كانت سفينتك جازت وسط البحر، وتفادت الصخور، وقاومت الزوابع والعواصف، فاحذر الريح اللينة، والأوحال القليلة، والقش الضعيف.

    إمسك الثعالب الصغيرة واقتلها قبل أن تفسد كرمك، أمتْ تلك الانحرافات التي تظهر في باديء الأمر أنّها صغيرة، فتلك الزلات الصغيرة والعادات البسيطة التي لا تخشاها في أول الأمر، قد تنمو وتكبر وتتكاثر وتُوّلّد فيك خطايا لا يمكنك التخلص منها بسهولة! أليست الديدان الصغيرة التي لم تهتم بقتلها، قد تصير في يوم ما حيات سامة وأفاعي مميتة؟!

    فانتبه أيها الحبيب إلي كل ما هو صغير، وحاول أن تتخلّص منه قبل أن يُقيّدك شيئاً فشيئاً، إلي أن تصير القيود الخفيفة سلاسل حديدية، يصعُب التخلص منها فيما بعد!!


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 8:24 am